السبت، 22 نوفمبر 2025

05:00 م

عملية سطو تاريخية في اللوفر… اللصوص يسرقون تاج الإمبراطورة ويتركون الأدلة خلفهم

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025 04:41 ص

Investyy

صورة

صورة

شهدت العاصمة الفرنسية باريس واحدة من أكثر عمليات السطو جرأة وغموضًا، بعد سرقة مجموعة من المجوهرات التاريخية الثمينة من متحف اللوفر، بينها تاج الإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث، والذي يُعد من أبرز رموز الحقبة الإمبراطورية في فرنسا.

وقعت عملية السطو فجر الأحد داخل معرض أبولو الشهير في المتحف، حين تسلل ثلاثة أو أربعة لصوص مجهولين من الخارج باستخدام معدات احترافية، ونفذوا عمليتهم بسرعة قياسية لم تتجاوز سبع دقائق، قبل أن يفرّوا بدرجات نارية تاركين خلفهم بعض الأدوات والمعدات.

وأوضحت وزارة الداخلية الفرنسية أن العملية استهدفت ثماني قطع مجوهرات ذات قيمة تراثية نادرة، وُصفت بأنها “لا تُقدّر بثمن”، لما تحمله من أهمية تاريخية وثقافية كبرى، مشيرة إلى أن التحقيقات تتولاها فرق مختصة من لواء قمع اللصوصية (BRB) بالتعاون مع المكتب المركزي لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية (OCBC).

تاج الإمبراطورة أوجيني

من بين القطع المسروقة تاج الإمبراطورة أوجيني، الذي يعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، ويتألف من 1,354 ماسة و56 قطعة زمرد، وهو من أبرز رموز الفخامة في تاريخ التيجان الإمبراطورية الفرنسية.

وبحسب مصادر أمنية، تم العثور على التاج بعد ساعات قليلة من العملية بالقرب من المتحف، حيث أُخفي بعناية في أحد الأزقة الجانبية

أدلة وتحقيقات موسّعة

عثرت فرق التحقيق على خوذة دراجة نارية وقفاز ومفاتيح شاحنة ورافعة معدنية، يعتقد أنها استُخدمت للوصول إلى شرفات ونوافذ المتحف.

كما كشفت التحقيقات أن السلة التي عُثر بداخلها على بعض الأدلة كانت مسروقة أيضًا من أحد المواطنين، بعدما حاول عرضها للبيع عبر موقع Le Boncoin الإلكتروني

وقال وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز في تصريحاته لوسائل الإعلام الفرنسية إن “المجوهرات المسروقة تحمل قيمة تاريخية لا يمكن تقديرها بالمال”، مؤكدًا أن التحقيقات جارية لتحديد هوية منفذي العملية الذين وصفهم بـ“المحترفين عاليي التنظيم”.

تُعد هذه الحادثة من أكثر السرقات جرأة في تاريخ المتاحف الأوروبية، وتعيد إلى الواجهة التساؤلات حول أمن المتاحف العالمية وحماية التراث الإنساني من شبكات التهريب المنظم، في وقت تتواصل فيه جهود المحققين الفرنسيين لاستعادة بقية القطع المسروقة وتفكيك لغز العملية التي هزّت الأوساط الثقافية في فرنسا والعالم.


 

search