الأحد، 22 يونيو 2025

09:41 م

تداعيات التصعيد الأميركي ضد إيران: أسعار النفط تقفز

الأحد، 22 يونيو 2025 10:26 ص

investyy

صورة

صورة

مع اتساع رقعة التوتر في الشرق الأوسط عقب الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، بدأت تداعيات الأزمة تنعكس على الأسواق العالمية، وعلى رأسها سوق الطاقة، في وقت تتزايد فيه المخاوف الخليجية من انزلاق المنطقة إلى صراع مفتوح يعيد رسم المشهد الجيوسياسي والاقتصادي برمّته.

 أسعار النفط ترتفع وسط تهديدات إيرانية

سجلت أسعار النفط ارتفاعًا حادًا مع ساعات الصباح الأولى ليوم الأحد، حيث تجاوز خام برنت حاجز 92 دولارًا للبرميل، وسط توقعات بملامسته مستويات 100 إلى 120 دولارًا في حال تفاقم التصعيد أو إغلاق مضيق هرمز، الذي تمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية.

وتزامن ذلك مع تهديدات صريحة من طهران بإغلاق المضيق الحيوي في حال استمرار الضربات، ما أثار قلقًا كبيرًا في الأسواق بشأن أمن الطاقة العالمي.

 الاقتصاد العالمي تحت الضغط

التصعيد العسكري تسبب في تقلبات واسعة بأسواق المال العالمية، إذ شهدت مؤشرات آسيا وأوروبا تراجعًا ملحوظًا، في حين ارتفعت أسعار الذهب كملاذ آمن، وسجّل الدولار صعودًا جزئيًا نتيجة ارتفاع الطلب عليه.

ومن المتوقع أن يؤدي أي تعطيل في إمدادات الطاقة إلى ارتفاع معدلات التضخم عالميًا، وارتفاع تكاليف النقل والتأمين، خصوصًا في قطاعات الشحن والطيران.

محللون حذروا من أن منشآت النفط والغاز في الخليج – التي كانت هدفًا لهجمات سابقة من الحوثيين المدعومين من إيران – قد تكون ضمن الرد الإيراني المحتمل. كما أشارت مصادر أمنية إلى رفع حالة التأهب في محيط البنية التحتية الحيوية بدول الخليج.

 تذبذب الأسواق الخليجية وتخوفات استثمارية

شهدت بورصات الخليج تراجعًا جزئيًا بفعل مخاوف المستثمرين من تصعيد طويل الأمد. وقد تضطر البنوك المركزية إلى رفع الفائدة لاحتواء أي موجة تضخم محتملة، ما قد يؤثر على وتيرة النمو في القطاعات غير النفطية.

قطاع السفر في مرمى التوتر

في السياق ذاته، بدأت شركات طيران خليجية كبرى بإعادة جدولة مسارات رحلاتها لتجنب الأجواء الإيرانية والخليجية المتوترة، في وقت يتوقع فيه مراقبون ارتفاع أسعار التذاكر بفعل زيادة كلفة الوقود والتأمين، ما ينعكس سلبًا على قطاع السياحة والسفر في المنطقة.

 رسالة خليجية: لا للحرب

دول الخليج تواصل مساعيها الدبلوماسية المكثفة لاحتواء الأزمة، حيث أكد قادة الإمارات والسعودية وقطر على ضرورة العودة إلى الحوار ووقف “الجنون الحربي”، محذرين من تداعيات لا تُحمد عقباها على أمن واستقرار المنطقة.

يقف الخليج اليوم على مفترق حاد بين مكاسب نفطية ظرفية، ومخاطر أمنية واقتصادية قد تعصف بسنوات من الاستقرار والنمو. وبينما تتسارع الأحداث، تترقب العواصم الخليجية ما إذا كانت الدبلوماسية ستنجح في نزع فتيل الأزمة، أم أن المنطقة ستدخل فصلًا جديدًا من الاضطرابات.

search