الأحد، 08 يونيو 2025

07:10 م

ترامب يعلن استئناف محادثات التجارة مع الصين في لندن: فرصة جديدة أم هدنة مؤقتة؟

الأحد، 08 يونيو 2025 08:16 ص

هلا محمد

صورة

صورة

في إعلان مفاجئ أعاد إحياء الآمال بإمكانية إنهاء التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة والصين سيلتقون في لندن يوم الاثنين 9 يونيو 2025، لاستئناف محادثات التجارة، في أول لقاء رسمي منذ جولة جنيف التي عُقدت في مايو الماضي.

وفي منشور على منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب:

"يسرني أن أعلن أن وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، والممثل التجاري السفير جيمسون جرير، سيجتمعون مع الوفد الصيني في لندن لمناقشة اتفاقية التجارة."

وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن نائب رئيس الوزراء، هي ليفنغ، سيترأس الوفد الصيني، في خطوة تعكس جدية بكين في الوصول إلى أرضية مشتركة، رغم التوترات المتصاعدة في الأسابيع الأخيرة.

 من المواجهة إلى التفاوض: خلفية متقلبة

المحادثات المرتقبة تأتي بعد مكالمة هاتفية امتدت لـ90 دقيقة بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ يوم الخميس، وصفها ترامب بـ"البنّاءة"، معبّرًا عن تفاؤله بإمكانية تجاوز الخلافات التجارية التي بلغت ذروتها في أبريل، عندما تسببت رسوم جمركية تجاوزت 145% على السلع الصينية في شبه توقف تام للتبادل التجاري بين البلدين.

وفي مايو، شهدت الأسواق انفراجًا محدودًا عقب محادثات جنيف، حيث أعلن الجانبان عزمهما على تخفيض الرسوم الجمركية التاريخية، ما أنعش الأسواق وخفّض توقعات الركود في الولايات المتحدة.

لكن سرعان ما تصاعدت التوترات مجددًا، إذ اتهم ترامب الصين بـ"انتهاك الاتفاق"، وفرضت واشنطن قيودًا إضافية على شركات التكنولوجيا الصينية، أبرزها هواوي، بالإضافة إلى إلغاء تأشيرات طلاب صينيين ومنع تصدير برمجيات التصميم الخاصة بأشباه الموصلات.

 المعادن النادرة والذكاء الاصطناعي: جبهات جديدة للصراع

في قلب النزاع تقع المعادن الأرضية النادرة، الضرورية لصناعة الإلكترونيات والبطاريات، والتي تسيطر الصين على أكثر من 60% من إنتاجها العالمي.
كانت إدارة ترامب تتوقع أن ترفع بكين القيود على هذه المواد، لكن الرفض الصيني أثار غضب واشنطن، ودفعها إلى تصعيد غير مسبوق في ملف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وبحسب تقارير، حذّر البيت الأبيض الشركات الأميركية من استخدام رقائق ذكاء اصطناعي صينية، وأصدر توجيهات صارمة للحد من التعاون التكنولوجي بين البلدين.

 الأسواق تترقب… والرهانات ترتفع

مع الإعلان عن استئناف المحادثات، تفاعلت الأسواق بإيجابية فورية.
ارتفع مؤشر داو جونز بمقدار 450 نقطة (1.1%)، وصعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.2%، بينما حقق ناسداك مكاسب بنسبة 1.3%.

ورغم التحسن، يرى محللون أن الأسواق لا تزال متحفزة لاختبار النتائج، مشيرين إلى أن أي فشل في مفاوضات لندن قد يُعيد شبح أزمة أبريل، التي كادت تدفع الاقتصاد العالمي إلى حافة الركود.

 هل تكتب لندن الفصل الأخير في الحرب التجارية؟

بين الخطاب المتصاعد والآمال المعقودة، تبقى محادثات لندن لحظة حاسمة في العلاقة المعقدة بين واشنطن وبكين.
فهل تنجح في التأسيس لاتفاق مستدام يُنعش التجارة العالمية؟ أم تكون مجرد هدنة مؤقتة قبل جولة جديدة من التصعيد؟

الإجابة ستكون واضحة خلال الأيام القليلة المقبلة، لكن المؤكد أن العالم، والمستثمرين، يترقبون ما سيحدث… عن كثب.

search