الأحد، 08 يونيو 2025

01:59 م

العملات المشفّرة من الهامش إلى الواجهة:

الأحد، 08 يونيو 2025 07:46 ص

investyy

صورة ارشيفية

صورة ارشيفية

 

شهدت العملات المشفّرة، وعلى رأسها البيتكوين، تحولاً جذرياً خلال العام ونصف العام الماضيين، وسط قبول مؤسسي متزايد وملامح تنظيمية أكثر وضوحاً. ومع تجاوز البيتكوين حاجز الـ100,000 دولار، وانخراط مؤسسات مالية كبرى وجهات تنظيمية مثل هيئة الأوراق المالية الأميركية (SEC) في تنظيم هذا السوق، يبدو أن العملات الرقمية تتجه إلى مرحلة "الاعتراف الرسمي" كأصل مالي له وزنه في محافظ المستثمرين.

لكن رغم هذا التقدّم، يبقى السؤال مطروحًا: هل يجب أن تكون لديك حصة من العملات الرقمية؟

من الرفض إلى التنظيم.. قبول متسارع من المؤسسات

ما يدعم هذا التوجّه التحوّلي هو التقدم الكبير على صعيد التنظيم والقبول المؤسسي، فقد بدأت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) بتنظيم صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) الخاصة بالبيتكوين والإيثيريوم، بينما أُدرجت منصة «كوين بيس» لتداول العملات المشفّرة ضمن مؤشر S&P 500 الأميركي، وهو ما يُعد سابقة تعزز شرعية القطاع.

كما طرحت شركة سيركل، المزوّدة للعملات المستقرّة، أسهمها للاكتتاب العام، في خطوة تُعدّ مؤشرًا على أن العملات الرقمية بدأت تتجاوز حالة "التجربة" إلى نموذج عمل متكامل وقابل للنمو.

الدعم السياسي يدخل على الخط

في تطوّر لافت، بدأ الخطاب السياسي الأميركي يشهد تحوّلاً لصالح العملات المشفّرة. فقد أبدى فريق الرئيس السابق دونالد ترامب دعمه الصريح لهذا النوع من الأصول، وتجلّى ذلك في قرار وزارة العمل الأميركية بإلغاء توجيه سابق كان يحذّر أمناء صناديق التقاعد (401k) من إدراج العملات الرقمية ضمن خيارات الاستثمار.

هذا التحوّل السياسي قد يُسهم في خلق بيئة أكثر استقرارًا ونضجًا لهذا السوق، ويفتح الباب لموجة جديدة من التدفقات الاستثمارية المؤسسية.

لكن ماذا عن المستثمر العادي؟ هل يجب أن يُدرج البيتكوين في محفظته؟

رغم هذا المشهد الإيجابي، تبقى الإجابة على هذا السؤال شخصية، وتخضع لثلاثة معايير أساسية:

مدى تقبّلك للمخاطر

الأفق الزمني لاستثماراتك

ودرجة فهمك لطبيعة السوق الرقمي

المستشار المالي ريك إيدلمان، مؤسس «Edelman Financial Engines»، يرى أن العملات الرقمية –ورغم تقلبها– باتت تستحق حصة صغيرة في المحافظ الاستثمارية، نظرًا لقيمتها كأصل غير مرتبط مباشرة بالأسواق التقليدية.

الأرقام تتحدث: كيف يمكن للبيتكوين التأثير على العوائد؟

في محاكاة قدّمها إيدلمان لمحفظة تقليدية (60% أسهم / 40% سندات)، أظهرت النتائج التالي عند إدخال نسب مختلفة من البيتكوين:

نسبة 1% بيتكوين:

إذا انهارت قيمتها: العائد ينخفض من 7% إلى 6.9%

إذا ارتفعت إلى مليون دولار: العائد يرتفع إلى 7.4%

نسبة 3%:

في أسوأ الحالات: 6.8%

في أفضلها: 8.2%

نسبة 5%:

العائد يتراوح بين 6.7% و9%

كيف تبدأ بشكل آمن؟ وما البديل الأفضل للمبتدئين؟

رغم جاذبية الأرقام، يحذّر الخبراء من الدخول العشوائي. فالتخزين الذاتي للعملات في محافظ شخصية يتطلب خبرة تقنية، ويعرض المستثمر لمخاطر الاحتيال وفقدان المفاتيح الرقمية.

لذلك، يُوصي كل من إيدلمان وتايرون روس بالبدء عبر صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) المنظمة من قبل SEC، خاصة تلك التي تركز على البيتكوين، بوصفها الأصل الرقمي الأكثر استقرارًا وشعبية بين المؤسسات المالية.

يقول روس:

"ابدأ بمبلغ صغير جدًا، قد يوازي تكلفة عشاء فاخر، وراقب السوق لعدة أشهر قبل ضخ أي مبالغ حقيقية."

لكن… هل هذا الاستثمار للجميع؟

ليس بالضرورة. ففي مذكرة حديثة، عبّر نيلادري موكيرجي، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «TIAA»، عن تحفظه، مؤكدًا أن العوامل المحرّكة لقيمة البيتكوين ما زالت قيد التطور، وأن الغموض التنظيمي لا يزال قائمًا رغم التقدم المحرز.

search