أسواق الأسهم العالمية وتنذر بتفاقم الأوضاع

تشهد الأسواق المالية موجة بيع حادة تشابه إلى حد كبير الانهيار مدفوعة بارتفاع المخاطر السياسية وتنامي الغموض بشأن السياسات الأميركية، خاصة على صعيد الرسوم الجمركية.

في كل من 2020 والوقت الراهن، تكررت أنماط سلوك المستثمرين: بداية عام بانكشاف مرتفع على الأسهم، تلتها تصفية واسعة للمراكز الاستثمارية وارتفاع ملحوظ في الطلب على أدوات التحوط، وسط أزمة ثقة متجددة في الاقتصاد العالمي.

وارتفع مؤشر تقلبات "ستاندرد آند بورز 500" (VIX) إلى مستويات لم تُسجل منذ الجائحة، مما ينذر بمزيد من النزيف إذا لم تُغيّر واشنطن نهجها، واستمرت الصين وغيرها في الرد التجاري.

ضغوط بيعية واسعة وغياب للدعم

يؤكد محللو "جيه بي مورغان" أن السوق تتجه نحو مزيد من الهبوط ما لم يطرأ تحوّل جوهري، في حين تشير البيانات إلى تسجيل أحجام قياسية لعقود التحوط، خاصة تلك التي تنتهي في يوم التداول نفسه، المعروفة بـ"0DTEs"، بينما قفزت عقود بيع "يورو ستوكس 50" لمستوى تاريخي.

ويُعاني السوق من غياب الدعم على المدى المتوسط، حيث أن برامج إعادة شراء الأسهم لن تبدأ قبل أواخر أبريل، بينما تتواصل عمليات البيع من صناديق التحوط والمؤسسات الاستثمارية، في حين لم يتحرك المستثمرون الأفراد بعد.

صناديق تداول السلع تضاعف رهانات البيع

باعت صناديق متابعة الاتجاه (CTAs) ما يقرب من 31 مليار دولار من الأسهم الأميركية، وتستعد لرفع قيمة البيع إلى نحو 98 مليار دولار خلال الأسابيع المقبلة، حسب تقديرات "غولدمان ساكس"، وهو ما قد يفاقم التراجع الحالي، خصوصاً خارج الولايات المتحدة.

التقييمات تنخفض.. ولا إشارات على قرب القاع

تعرضت تقييمات الأسهم الأميركية والأوروبية لتخفيضات كبيرة، وقد تنخفض بنسبة 10% إلى 15% إضافية إذا تطورت أزمة الرسوم الجمركية إلى ركود عالمي، وفقاً لتحليلات "سوسيتيه جنرال" و"غولدمان ساكس".

فنياً، يواصل مؤشر "ستوكس 600" كسر مستويات الدعم، مقترباً من مستويات حرجة تُنذر بتصحيح حاد، وسط تحذيرات من أن القاع لم يُسجّل بعد.