الخميس، 21 أغسطس 2025

10:50 م

توتر الشرق الأوسط يُربك الأسواق العالمية… وضربة إسرائيلية لإيران ترفع حرارة المخاطر

الجمعة، 13 يونيو 2025 08:19 ص

Investy

صورة

صورة

في ردّ فعل سريع على التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، هبطت الأسواق العالمية اليوم مع تنامي المخاوف الجيوسياسية عقب تنفيذ إسرائيل ضربة جوية مفاجئة على أهداف داخل الأراضي الإيرانية. وشهدت مؤشرات الأسهم في كلٍّ من آسيا وأوروبا تراجعًا ملموسًا تراوح بين 0.8% و1.8%، في حين لجأ المستثمرون إلى الأصول الآمنة، ما دفع بأسعار الذهب والنفط إلى الارتفاع الحاد.

 الأسواق تتنفس خوفًا

لم تكن الأسواق المالية بعيدة عن وقع التصعيد؛ فقد تراجعت مؤشرات رئيسية مثل “نيكي” في طوكيو و”داكس” الألماني، وسط عمليات بيع واسعة للأسهم الحساسة للمخاطر، خصوصًا في قطاعات السفر، والطاقة، والصناعات الثقيلة. هذا الانخفاض يأتي على خلفية قلق المستثمرين من اتساع رقعة النزاع، وتأثيره المحتمل على استقرار سلاسل الإمداد العالمية وتدفقات التجارة.

 النفط يقفز وسط مخاوف الإمدادات

أسعار النفط قفزت بنسب تجاوزت 6% لخام “برنت”، ولامس بعضها ارتفاعات تقارب 9% خلال التداولات الأولى، وسط مخاوف من احتمال تعطل الإمدادات من الخليج العربي في حال اتساع المواجهة. وتشير هذه القفزة إلى حساسية السوق لأي إشارة إلى تهديد في منطقة تُعدّ شريان الطاقة العالمي، حيث تمرّ نسبة كبيرة من صادرات النفط عبر مضيق هرمز القريب من إيران.

 الذهب يعود إلى الواجهة

في المقابل، ارتفعت أسعار الذهب مع توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة، إذ تجاوزت الأونصة مستوى 2,400 دولار لأول مرة منذ شهور. ويعكس هذا الارتفاع تسارع التحوّل إلى “الملاذات التقليدية”، في وقت تزداد فيه التقلبات وتتصاعد المخاطر السياسية.

 قراءة في المشهد الاقتصادي

يبدو أن ردّ فعل الأسواق العالمية لا يعكس فقط القلق من ضربة محددة، بل يكشف عن هشاشة النظام الاقتصادي العالمي أمام المفاجآت الجيوسياسية. فمع استمرار الغموض بشأن مستقبل النزاع، وتداعياته المحتملة على أسعار الطاقة، والتضخم، وسياسات البنوك المركزية، تعود المخاطر الجيوسياسية لتلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل المزاج الاستثماري العالمي.

وقد يفرض هذا التصعيد ضغوطًا على صانعي القرار، لا سيما في الدول الكبرى، حيث قد تضطر البنوك المركزية إلى إعادة تقييم سياساتها النقدية في حال استمر ارتفاع أسعار النفط، ورافقه تضخم مستورد يعيد شبح “الركود التضخمي”.
 ماذا بعد؟

في ظل استمرار التصعيد، ستكون الأيام المقبلة حاسمة بالنسبة للأسواق، لا سيما إذا تحوّل الحادث إلى مواجهة أوسع. ستراقب الأسواق عن كثب ردود الفعل من طهران، والمواقف الدولية، إلى جانب تأثير ذلك على إمدادات الطاقة واتجاهات الأسعار.


 

search