جاك ما - من معلم إنجليزي بسيط إلى إمبراطور التجارة الإلكترونية

قصة جاك ما هي رحلة ملهمة لرجل لم يكن يمتلك سوى حلم ورؤية واضحة لتغيير وجه التجارة الإلكترونية في الصين والعالم. ورغم الصعوبات والتحديات التي واجهها، استطاع جاك ما تحويل علي بابا إلى إمبراطورية عالمية بقيمة سوقية تجاوزت 400 مليار دولار، بينما يستمر في التأثير عبر الأعمال الخيرية والتعليمية.وُلد جاك ما في 10 سبتمبر 1964 في مدينة هانغتشو الصينية لعائلة فقيرة. واجه صعوبات تعليمية كبيرة، حيث رسب مرتين في امتحانات المدرسة الثانوية، وتم رفضه من جامعة هارفارد 10 مرات.

بدأ حياته كمعلم لغة إنجليزية براتب لا يتجاوز 12 دولاراً شهرياً.

تعلم اللغة الإنجليزية من السياح في فندق قريب من منزله.

قرر إنشاء أول مشروع له باسم China Pages، وهو دليل أعمال إلكتروني، لكنه فشل بسبب ضعف البنية التحتية للإنترنت في الصين.

 تأسيس علي بابا – 1999:

لم يستسلم جاك ما للفشل، وفي عام 1999، جمع فريقاً من 17 شخصاً في شقته وأسس علي بابا.

هدف المشروع: إنشاء منصة تربط الشركات الصغيرة في الصين بالعالم.

استخدم جاك ما فلسفة "افعل شيئاً عظيماً بموارد محدودة".

بدأ الموقع في جذب المستثمرين بسرعة، وتمكّن من جمع 20 مليون دولار من SoftBank و5 ملايين دولار من Goldman Sachs.

 مواجهة eBay 

في عام 2003، أطلق جاك ما موقع Taobao لمنافسة eBay في الصين.

استخدم استراتيجية "الرسوم الصفرية" لجذب البائعين، مما جعل Taobao يتفوق على eBay.في عام 2005، اشترت Yahoo حصة 40% من علي بابا مقابل 1 مليار دولار، مما وفر السيولة النقدية للتوسع.

 الاكتتاب العام الضخم 

في سبتمبر 2014، طرحت علي بابا أسهمها للاكتتاب في بورصة نيويورك.

جمعت الشركة 25 مليار دولار، لتصبح أكبر اكتتاب عام في التاريخ حتى ذلك الوقت.ارتفعت ثروة جاك ما إلى 25 مليار دولار، ليصبح أغنى رجل في الصين

 الصدام مع الحكومة الصينية – 2020:

في عام 2020، انتقد جاك ما النظام المالي الصيني خلال مؤتمر علني، واصفاً إياه بـ "النظام العتيق".بعد أسابيع، أوقفت السلطات الصينية الطرح العام الأولي لشركة Ant Group بقيمة 37 مليار دولار، ما تسبب في خسائر كبيرة للشركة.

اختفى جاك ما عن الأنظار لعدة أشهر، مما أثار تكهنات حول مصيره.

 التحول نحو الأعمال الخيرية والتعليم – 2021:

بعد التوترات مع الحكومة، أعلن جاك ما تقاعده من منصبه كرئيس تنفيذي لعلي بابا.وركّز على الأعمال الخيرية عبر مؤسسة Jack Ma Foundation، التي تدعم التعليم والتكنولوجيا.

الرؤية المستقبلية: رأى إمكانات الإنترنت في وقت مبكر واستثمر فيها، مما جعله رائداً في التجارة الإلكترونية.

التوسع الذكي: استخدم التمويل الأجنبي والتوسعات الاستراتيجية لمواجهة المنافسين الكبار مثل eBay.

التعامل مع الأزمات: برغم الصدام مع الحكومة، تمكن من إعادة بناء نفسه كمستثمر اجتماعي ورجل أعمال خيري.