الأربعاء، 21 مايو 2025

01:31 ص

هل يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يحرر البشر من المهام الشاقة أم يجعلنا أكثر غباء؟

السبت، 10 مايو 2025 07:45 م

investyy

صورة

صورة

في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي، باتت تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) تُعيد رسم ملامح الحياة اليومية، متيحة للبشر التخلص من المهام المملة والشاقة، والتفرغ لأشياء أكثر أهمية وإبداعاً. ومع ذلك، فإن هذه التكنولوجيا التي تهدف إلى تحرير الأدمغة قد تثير تساؤلات حول مدى تأثيرها على قدراتنا العقلية والإبداعية.

مهام روتينية في ثوانٍ معدودات:

وفقاً لشركة OpenAI، بلغ عدد المستخدمين الأسبوعيين النشطين لروبوت الدردشة ChatGPT في فبراير مليون مستخدم، مما يعكس الإقبال الكبير على هذه التقنية. ويرى المتحمسون للذكاء الاصطناعي التوليدي أن هذه التطبيقات قادرة على إنجاز المهام التالية في ثوانٍ معدودات:

تلخيص الوثائق الطويلة: توفير وقت ثمين للمحامين والباحثين.

كتابة الرسائل الإلكترونية الروتينية: اختصار ساعات من العمل اليومي لفرق خدمة العملاء.

ترجمة النصوص البسيطة: تجاوز حاجز اللغة والتواصل بسرعة فائقة.

كتابة السيرة الذاتية بشكل احترافي: صياغة جذابة للمعلومات المهنية دون الحاجة لخبراء كتابة السيرة الذاتية.

ولكن... هل يدفعنا الذكاء الاصطناعي إلى الغباء؟

رغم الفوائد الكبيرة التي يجنيها المستخدمون من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، هناك من يحذر من اعتمادنا المفرط على هذه التكنولوجيا. ويقول الدكتور أحمد الخالدي، أستاذ علم النفس بجامعة الإمارات:
"عندما يتولى الذكاء الاصطناعي المهام التي كانت تتطلب منا التفكير والتحليل، فإننا قد نخسر تدريجياً قدرتنا على التفكير النقدي والإبداعي. بدلاً من إطلاق العنان لعقولنا، قد نجد أنفسنا نعتمد على الآلات في أبسط المهام."

"هلاوس" الذكاء الاصطناعي: هل يمكن التغلب عليها؟

واحدة من أبرز مشاكل الذكاء الاصطناعي التوليدي هي ظاهرة "الهلاوس" – وهي المعلومات الخاطئة أو غير المنطقية التي قد ينتجها النظام عند معالجة البيانات. فمثلاً، قد يُقدم النظام على كتابة نص غير دقيق أو اقتباس غير موجود.

ويُشير محمد الناصري، خبير الذكاء الاصطناعي، إلى أن:
"التحدي الأكبر هو أن المستخدم قد يثق بالمخرجات بشكل مفرط، مما يؤدي إلى انتشار المعلومات الخاطئة. الحل يكمن في تطوير أنظمة تحقق ذكية تعمل على مراجعة صحة البيانات قبل تسليمها للمستخدم."

عندما تتحول الروبوتات إلى أسلحة فتاكة:

وفي حين يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة لتحسين الحياة اليومية، فإن المخاوف من استخدامه كسلاح فتّاك تزداد يوماً بعد يوم. فقد أظهرت تقارير حديثة أن بعض الدول تعمل على تطوير روبوتات قتالية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات إطلاق النار دون تدخل بشري.

وهو ما يثير تساؤلات حول أخلاقيات استخدام التكنولوجيا الذكية في الحروب والصراعات. فهل ستظل هذه الأنظمة خاضعة للتحكم البشري أم ستتحول إلى قوى غير متحكم بها؟

search