لماذا نحتاج إلى اقتصاد إيجابي تجاه الطبيعة

يعتمد أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أي حوالي 44 تريليون دولار، بشكل مباشر على الطبيعة ومواردها، مما يجعله عرضة بشكل كبير للتدهور البيئي. حيث  صنف تقرير المخاطر العالمية لعام 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي فقدان التنوع البيولوجي وانهيار النظام البيئي ضمن أكبر المخاطر العالمية.

و تواجه الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضغوطًا متزايدة لتسريع تقدمها في مجال الاستدامة. واستعادة أشجار المانجروف وخلق اقتصاد إيجابي تجاه الطبيعة .

ويستكشف تقرير جديد أعدته مجموعة قادة منتدى الاقتصاد العالمي من أجل مجتمع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المستدام وشركة باين آند كومباني التحديات التي تواجه الشركات في جميع أنحاء المنطقة، ويقدم خارطة طريق لرفع مستوى ممارسات الإفصاح البيئي وأداء الاستدامة بما يتماشى مع المعايير المعترف بها دوليًا. حيث سلط أكثر من 80% من المستجيبين لاستطلاع التقرير الضوء على التحديات المتعلقة بالسوق، مثل تقلب السوق والمنافسة الدولية، باعتبارها حواجز يواجهونها في تنفيذ برامج الاستدامة الخاصة بهم.ويمكن لحماية النظم البيئية واستعادتها أن توفر أكثر من ثلث التخفيف من آثار المناخ اللازم للوصول إلى أهداف اتفاقية باريس.

بل إن الاستثمار في الطبيعة يمكن أن يفتح فرصًا اقتصادية بقيمة 10.1 تريليون دولار سنويًا ويخلق ما يقرب من 400 مليون وظيفة بحلول عام 2030.

وافاد التقرير عن  مشروع استعادة أشجار المانغروف نهجًا إيجابيًا تجاه المناخ والطبيعة وحماية  ملايين الأشخاص وتخزن كميات كبيرة من الكربون، وتخزن ما يصل إلى خمسة أضعاف الكربون لكل فدان مقارنة بالغابات المطيرة. حيث  تم تصميم مبادرة واحدة، تسمى Vida Manglar (بالإسبانية "حياة المانجروف") بالتعاون مع المجتمعات المحلية، للحفاظ على وإعادة تشجير أشجار المانجروف في خليج سيسباتا في كولومبيا في حوض نهر سينو.

وسيحافظ هذا المشروع على 7500 هكتار من النظام البيئي للمانجروف ويعيد تأهيلها من خلال التعاون الوثيق بين المجتمع وشركاء المشروع. ويتمثل جوهر هذا النهج في عائدات أرصدة الكربون التي تعود إلى المجتمع والحفاظ عليها.

وتقدم Vida Manglar مثالاً لكيفية تلبية مثل هذه المشاريع عالية الجودة للطلب من خلال الاستثمار من خلال تمويل الكربون. إن بيع أرصدة الكربون في سوق الكربون الطوعية يمكّن Vida Manglar من تنفيذ مشاريع تقول إنها ستحجز ما يقرب من مليون طن متري من الكربون على مدى السنوات الثلاثين القادمة.